حذرت منظمة الصحة العالمية من أن قطاع غزة يعاني من مجاعة جماعية من صنع الإنسان، نتيجة الحصار المفروض على دخول المساعدات الإنسانية، في ظل تدهور الأوضاع بشكل غير مسبوق.
وقال رئيس المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي افتراضي من جنيف: "لا أعلم كيف يمكن وصف الأمر سوى أنه مجاعة جماعية، وهي من صنع الإنسان، وهذا واضح تمامًا ما يحدث نتيجة مباشرة للحصار".
وجاء هذا التصريح تزامنًا مع رسالة وقعتها 109 منظمات إنسانية، من بينها منظمة "أطباء بلا حدود" و"أوكسفام" و"منظمة العفو الدولية"، مطالبين الحكومة الإسرائيلية بالسماح بدخول الإمدادات الإغاثية إلى القطاع المنعزل.
وأوضحت الرسالة أن هناك كميات ضخمة من المساعدات، تشمل الطعام والمياة النظيفة وأدوية ووقود ومستلزمات إيواء محتجزة في المخازن قرب غزة، بل وحتى داخل القطاع نفسه، إلا أن المنظمات غير قادرة على الوصول إليها بسبب القيود المفروضة.
كما جاء في الرسالة: "إن فرض إسرائيل لقيود متعمدة، وتأخيرات ممنهجة، وتجزئة في آليات إدخال المساعدات ضمن حصارها الكامل، تسبب في حالة من الفوضى والمجاعة والموت".
ونقل البيان عن أحد العاملين في المجال الإغاثي بغزة قوله: "الأطفال يقولون لآبائهم إنهم يريدون الذهاب إلى الجنة، لأن فيها طعامًا على الأقل".
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فإن أعداد الوفيات في تصاعد مستمر بسبب الجوع، حيث توفي ما لا يقل عن 10 أشخاص خلال آخر 24 ساعة، ليرتفع عدد ضحايا الجوع إلى 111 شخصًا، بينهم 80 طفلًا.
وتداول ناشطون صورًا ومقاطع توثق حالات إغماء نتيجة الإنهاك الشديد أثناء السير لساعات طويلة نحو نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، إلى جانب صور مروعة لأجساد هزيلة وأضلاع بارزة، تعكس حجم الكارثة الإنسانية.
وكشف تحليل لبيانات الأمم المتحدة أن
عمليات القتل التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين شهدت تصاعدًا في شهر يوليو، الذي
وصفه التقرير بأنه من أكثر الشهور دموية في حرب غزة، حيث قتلت القوات الإسرائيلية
شخصًا واحدًا كل 12 دقيقة.
